مرحبا بكى زائرة وان شاء الله لما تتابعى موضوعاتنا هتسجلى معانا عشان تنضمى لأسرتنا
مرحبا بكى زائرة وان شاء الله لما تتابعى موضوعاتنا هتسجلى معانا عشان تنضمى لأسرتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
اللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا غير غضبان
المواضيع الأخيرة
» كل سنة وانتى طيبة يا عجرودة
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالثلاثاء 13 أغسطس 2013, 4:29 am من طرف الصفا والمروة

» بدأتوا توضيبات العيد يا صفصوفاات؟
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالثلاثاء 06 أغسطس 2013, 8:42 pm من طرف الصفا والمروة

» غدا هو ٢٩ رمضان بالسعودية
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالثلاثاء 06 أغسطس 2013, 8:38 pm من طرف الصفا والمروة

» أهل الجنة الحلقة ٧
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالخميس 18 يوليو 2013, 3:55 am من طرف الصفا والمروة

» أهل الجنة الحلقة ٦
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالخميس 18 يوليو 2013, 3:52 am من طرف الصفا والمروة

» أهل الجنة الحلقة ٥
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 11:51 pm من طرف الصفا والمروة

» أهل الجنة الحلقة ٤
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 11:50 pm من طرف الصفا والمروة

» أهل الجنة الحلقة ٣
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 11:46 pm من طرف الصفا والمروة

» أهل الجنة الحلقة التانية
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 11:45 pm من طرف الصفا والمروة

» أهل الجنة الحلقة الاولى
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 11:43 pm من طرف الصفا والمروة

» قوالب الكنافة بالمكسرات لمنال العالم
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 5:32 pm من طرف بحبكم أوى

» فيديو يشرح كيفية تعويد الطفل على التواليت
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 5:32 pm من طرف بحبكم أوى

» 30 اكلة لأيام رمضان..متجدد
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 14 يوليو 2013, 5:30 pm من طرف بحبكم أوى

» طريقه عمل مزيل عرق
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالسبت 13 يوليو 2013, 5:21 pm من طرف اللى جاى أحلى

» سمبوسك البطاطس الحارة يم يم يم
شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالسبت 13 يوليو 2013, 5:53 am من طرف حبيبة أبوها

 
 
 
 
المواضيع الأكثر نشاطاً
شات الامهات المطحونات
شات الحب فى الله ... يرحب بيكم
شات الامهات المطحونات والمفروسات الجزء التاني وعقبال المليون
حملة الجنة أقصى ما أتمنى (حفظ جزء عم)
بورتو الحوامل
كرسى الاعتراف (ضيفة الحلقة أم ألاء)
كرسى الاعتراف (ضيفة الحلقة cimaema)
مسابقة أكلة هنية تكفى 100.........هم هم
كرسى الاعتراف(ضيفة الحلقةرشرش القمر)
شات الاستغفار ....ادخلى ياصفصوفة
جدول اليكسا

 

 شخصيات ادبيه

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لولوحبيبتى
مشرفة
لولوحبيبتى


وسام : أنشط صفصوفة لشهر مارس
الساعة الآن :
عدد المساهمات : 1420
النقاط : 2150
تاريخ التسجيل : 27/03/2011
المزاج : الحمد لله

شخصيات ادبيه Empty
مُساهمةموضوع: شخصيات ادبيه   شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مايو 2011, 12:27 am

امير الشعراء احمد شوقى






كان الناس في انتظار شاعر يشعل الحماسة، ويتغنى بالعزة والكرامة، ويوقد مشاعل الثورة في القلوب، بعد أن ظلوا فترة طويلة محرومين من ظهور الشعراء الكبار أمثال جرير، والفرزدق، والمتنبي.. وغيرهم، وجاء شعر أحمد شوقي في اللحظة
الحاسمة، نغمًا هادئًا، ولحنًا شجيًّا عذبًا، يتسلل إلى النفوس والقلوب ليفيض عليها العزة والكرامة.
ولد أحمد شوقي في القاهرة في السادس عشر من أكتوبر سنة 1870م لأب
تركي، وأم يونانية، يقول شوقي عن نفسه: إني عربي، تركي، يوناني، جركسي أصول أربعة في فروع مجتمعة، تكفلها له مصر.


نشأ في بيئة مترفة، إذ عاش في قصر خديوي مصر حيث كانت جدته من وصيفات القصر، ودخل كتَّاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب بالقاهرة وهو في الرابعة من عمره، ثم مدرسة المبتديان الإبتدائية، ومنها إلى المدرسة التجهيزية، وقد منح المجانية نظرًا لتفوقه، قال الشعر في الرابعة عشر من عمره، وأعجب به أستاذه الشيخ
(حسين المرصفي).


ومما يدل على نبوغه الشعري المبكر أن أستاذه في اللغة العربية، وكان شاعرًا فصيحًا بهر بشاعريته فكان يجلس منه مجلس التلميذ من أستاذه، وكان هذا الشيخ ينظم القصائد الطوال في مدح الخديوي توفيق؛ كلما حل موسم أو جاء عيد، وقبل أن يرسلها إلى القصر لكي تنشر في الصحف، يعرضها على شوقي، فيصلح شوقي
فيها، فيمحو هذه الكلمة أو تلك ويعدل هذا الشطر أو ذاك، أو يسقط بعض
الأبيات، وبعد أن أتم أحمد شوقي تعليمه الثانوي التحق بمدرسة الحقوق لدراسة القانون، وقضى بها سنتين، ثم انضم إلى قسم الترجمة ونال بعد سنتين
إجازة للترجمة.


وبحكم تربيته في قصر الخديوي فقد أخذ ينشد قصائده في مدح الخديوي توفيق، وقد نشرت أولى قصائده في جريدة الوقائع المصرية في 7 إبريل سنة 1888م، ونظرًا لصلة شوقي بالقصر فقد أرسله الخديوي على نفقته في بعثة إلى فرنسا لإتمام دراسته في الحقوق والآداب بجامعة مونبليه بباريس، وعاد شوقي إلى مصر، فعمل في قسم الترجمة بالقصر، وظل يتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا لهذا القسم، وأصبح قريبًا من الخديوي عباس حلمي الذي خلف الخديوي توفيق وأنيس مجلسه ورفيق
رحلته، وأخذ شوقي يمدحه بقصائده، حتى سمي (شاعر الأمير ) وجاءت الفرصة لأحمد شوقي ليخرج من القفص الذهبي الذي كان محبوسًا فيه، حين أراد الخديوي عباس حلمي الثاني أن يضم إلى صفه أبناء الشعب ليضغط على قوى الاحتلال الإنجليزي حتى يستجيبوا لمطالبه وهنا جاء دور أحمد شوقي.
فأخذ شوقي ينادي بالحرية والاستقلال وينشد قصائده في حب الوطن، ويساعده على ذلك الخديوي عباس ويشجعه، فنفى الإنجليز الخديوي عباس إلى خارج
البلاد، وعينوا بدلاً منه السلطان (حسين كامل) ولم يترك الإنجليز أحمد شوقي وشأنه، وإنما عزموا على نفيه هو الآخر، فخيروه أي البلاد التي يحب أن يذهب
إليها؟ فاختار إسبانيا (أندلس العرب) سنة 1915م وهناك أخذ ينظم قصائده في أمجاد العرب ودولتهم البائدة، وينشر قصائده في حب الوطن، ويناجيه بقصائد كلها حب وحنين:




أحبُّك مصر من أعمـاق قلبي
وحبُّك في صميم القلب نامي
سيجمعُني بـــك التاريخُ يومًا
إذا ظهر الكرامُ على اللئــام
لأجلــك رحتُ بالدنيـا شقيًّا
أصدُّ الوجهَ والدنيــا أمامــي
وأنظـــر جَنَّةً جمعتْ ذِئابًـــا
فيصرُفُني الإباءُ عن الزحـــام
وهبتُكِ غيــــر هــيَّابٍ يَراعًا
أشدَّ على العدِّو من الحســام
ويقول:
اختلاف النهار والليل يُنـسـي
اذكرا لي الصِّبا وأيام أُنْسـي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها
أو أسي جرحه الزمان المؤسي
كلما مــرت الليالــــــي عليــه
رقَّ والعهد في الليالي تقسي






وبعد أن قضى شوقي في بلاد الأندلس فترة طويلة صدر العفو عنه، وعاد إلى البلاد في شهر فبراير سنة 1919م، وفي الإسكندرية والقاهرة تجمع الشباب لاستقبال شوقي، فتأثر بذلك الموقف، فقال يخاطب وطنه الغالي، وقد رأى أن عودته إلى أرض الوطن تشبه عودة الشباب بعد المشيب:


ويا وطـني لقيتك بعـد يــــــأس
كأني قد لقيت بـك الشبابـــــا


وعاد شوقي والبلاد في حالة غليان، والشعب يدفع حياته ثمنًا للحرية في ظل مستعمر غاصب، فلم يقف مكتوف الأيدي، بل أطلق لسانه مشاركًا أبناء وطنه في
محنتهم، وقام بدوره الوطني على أكمل وجه، وأثبت أنه شاعر الوطن، المدافع عن حقوقه في وقت الشدة، وكان يريد للأمة العربية والإسلامية الوحدة وعدم
التفرق، ولشوقي في مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- قصائد غراء
مشهورة، يعرفها كل من يقرأ بالعربية.


وعاش شوقي حتى نهاية العمر يتغنى بالوطنية والحرية، حتى أجمع الشعراء على زعامته في ميدان الشعر، فجاءت الوفود من كل البلاد التي تنطق العربية، لتبايع شوقي بإمارة الشعر، ووقف زميله الشاعر حافظ إبراهيم في حفل تكريمه يبايعه بزعامته للشعراء بقصيدة يقول فيها :


أمير القوافي قد أتيت مبــــــايعًا
وهذي وفود الشرق قد بايعت معي


وظل شوقي ينشد الشعر إلى أن توفي سنة 1932م بعد أن ترك تراثًا شعريًّا كبيرًا.







الشاعر // حافظ ابراهيم







شاعر مصري ذو حسب (تركياً) على نسب عربي. في العهد العثماني، نال لقب البكواتية (محمد حافظ بك إبراهيم) ولد سنة 1872 في ديروط (في سفينة على النيل) من والد مهندس (إبراهيم أفندي فهمي) ومن والدة تركية (الست هانم) في الصعيد أو مصر العليا، وهو بك بقرار عثماني مصري، تشريفاً لا تكليفاً، حتى قبل اعتماده شاعراً بين سلطتين، سلطة الخلافة العثمانية وسلطة الدولة المصرية المستقلة عن لقب بشاعر النيل، مقابل معاصره، شوقي، أمير الشعراء، ومعاصره اللبناني – المصري، خليل مطران شاعر القطرين. خدم حافظ إبراهيم في الحربية (الدفاع) برتبة ملازم ثان ما بين 1891 و 1893، ثم برتبة ملازم أول، وانتقل عسكرياً من مصر إلى السودان، وعاد منه بانقلاب "بلاطي". عفي عنه، وسمح له بالعودة إلى الحربية ثانية 1895-1903، بعدما خدم سنتين في وزارة الداخلية برتبة (ملاحظ بوليس)، وبسبب من ثورة أحمد عرابي ومشاركته فيها، أعفي سنة 1903 من وظيفته وبقي بلا عمل حتى العام 1911، حين عُيّن في دار الكتب الوطنية المصرية حتى تقاعده ووفاته سنة 1932.

من قصائده



العمريه



حَسبُ القَوافي وَحَسبي حيـنَ أُلقيهـا أَنّي إِلـى ساحَـةِ الفـاروقِ أُهديهـا
لاهُمَّ هَب لـي بَيانـاً أَستَعيـنُ بِـهِ عَلى قَضـاءِ حُقـوقٍ نـامَ قاضيهـا
قَـد نازَعَتنِـيَ نَفسـي أَن أَوَفّيـهـا وَلَيسَ في طَـوقِ مِثلـي أَن يُوَفّيهـا
فَمُـر سَـرِيَّ المَعانـي أَن يُواتِيَنـي فيها فَإِنّي ضَعيـفُ الحـالِ واهيهـا

وَقَـولَـةٍ لِعَـلِـيٍّ قالَـهـا عُـمَـرٌ أَكـرِم بِسامِعِهـا أَعظِـم بِمُلقيـهـا
حَرَقتُ دارَكَ لا أُبقـي عَلَيـكَ بِهـا إِن لَم تُبايِع وَبِنتُ المُصطَفـى فيهـا
ما كانَ غَيرُ أَبي حَفصٍ يَفـوهُ بِهـا أَمـامَ فـارِسِ عَدنـانٍ وَحاميـهـا
كِلاهُما فـي سَبيـلِ الحَـقِّ عَزمَتُـهُ لا تَنثَنـي أَو يَكـونَ الحَـقُّ ثانيهـا
فَاِذكُرهُمـا وَتَرَحَّـم كُلَّمـا ذَكَـروا أَعاظِماً أُلِّهـوا فـي الكَـونِ تَأليهـا

وَما أَقَلتَ أَبا سُفيـانَ حيـنَ طَـوى عَنـكَ الهَدِيَّـةَ مُعـتَـزّاً بِمُهديـهـا
لَم يُغنِ عَنهُ وَقَـد حاسَبتَـهُ حَسَـبٌ وَلا مُعـاوِيَـةٌ بِالـشـامِ يَجبيـهـا
قَيَّـدتَ مِنـهُ جَليـلاً شـابَ مَفرِقُـهُ في عِزَّةٍ لَيـسَ مِـن عِـزٍّ يُدانيهـا
قَـد نَوَّهـوا بِاِسمِـهِ فـي جاهِلِيَّتِـهِ وَزادَهُ سَـيِّـدُ الكَونَـيـنِ تَنويـهـا
في فَتـحِ مَكَّـةَ كانَـت دارُهُ حَرَمـاً قَد أَمَّنَ اللَـهُ بَعـدَ البَيـتِ غاشيهـا
وَكُلُّ ذَلِـكَ لَـم يَشفَـع لَـدى عُمَـرٍ فـي هَفـوَةٍ لِأَبـي سُفيـانَ يَأتيهـا
تَاللَـهِ لَـو فَعَـلَ الخَطّـابُ فَعلَتَـهُ لَمـا تَرَخَّـصَ فيهـا أَو يُجازيـهـا
فَـلا الحَسابَـةُ فـي حَـقٍّ يُجامِلُهـا وَلا القَرابَـةُ فـي بُطـلٍ يُحابيـهـا
وَتِلـكَ قُـوَّةُ نَفـسٍ لَـو أَرادَ بِـهـا شُمَّ الجِبـالِ لَمـا قَـرَّت رَواسيهـا

وَفِتيَـةٍ وَلِعـوا بِالـراحِ فَاِنتَـبَـذوا لَهُم مَكانـاً وَجَـدّوا فـي تَعاطيهـا
ظَهَرتَ حائِطَهُم لَمّـا عَلِمـتَ بِهِـم وَاللَيـلُ مُعتَكِـرُ الأَرجـاءِ ساجيهـا
حَتّى تَبَيَّنتَهُـم وَالخَمـرُ قَـد أَخَـذَت تَعلـو ذُؤابَـةَ ساقيهـا وَحاسيـهـا
سَفَّهـتَ آراءَهُـم فيهـا فَمـا لَبِثـوا أَن أَوسَعوكَ عَلى ما جِئـتَ تَسفيهـا
وَرُمتَ تَفقيهَهُـم فـي دينِهِـم فَـإِذا بِالشَربِ قَد بَرَعوا الفـاروقَ تَفقيهـا
قالـوا مَكانَـكَ قَـد جِئنـا بِواحِـدَةٍ وَجِئتَـنـا بِـثَـلاثٍ لا تُبالـيـهـا
فَأتِ البُيوتَ مِنَ الأَبوابِ يـا عُمَـرٌ فَقَـد يُـزَنُّ مِـنَ الحيطـانِ آتيهـا
وَاِستَأذِنِ النـاسَ أَن تَغشـى بُيوتَهُـمُ وَلا تُـلِـمَّ بِـــدارٍ أَو تُحَيّـيـهـا
وَلا تَجَسَّس فَهَـذي الآيُ قَـد نَزَلَـت بِالنَهيِ عَنـهُ فَلَـم تَذكُـر نَواهيهـا
فَعُدتَ عَنهُم وَقَـد أَكبَـرتَ حُجَّتَهُـم لَمّـا رَأَيـتَ كِتـابَ اللَـهِ يُمليـهـا
وَما أَنِفتَ وَإِن كانـوا عَلـى حَـرَجٍ مِن أَن يَحُجَّـكَ بِالآيـاتِ عاصيهـا

سَل قاهِرَ الفُرسِ وَالرومانِ هَل شَفَعَت لَـهُ الفُتـوحُ وَهَـل أَغنـى تَواليهـا
غَزى فَأَبلى وَخَيلُ اللَـهِ قَـد عُقِـدَت بِاليُمنِ وَالنَصرِ وَالبُشـرى نَواصيهـا
يَرمـي الأَعـادي بِـآراءٍ مُـسَـدَّدَةٍ وَبِالفَـوارِسِ قَـد سالَـت مَذاكيـهـا
ما واقَـعَ الـرومَ إِلّا فَـرَّ قارِحُهـا وَلا رَمى الفُرسَ إِلّا طـاشَ راميهـا
وَلَـم يَجُـز بَلـدَةً إِلّا سَمِعـتَ بِهـا اللَـهُ أَكبَـرُ تَـدوي فـي نَواحيهـا
عِشـرونَ مَوقِعَـةً مَـرَّت مُحَجَّلَـةً مِن بَعدِ عَشرٍ بَنانُ الفَتـحِ تُحصيهـا
وَخالِـدٌ فـي سَبيـلِ اللَـهِ موقِدُهـا وَخالِـدٌ فـي سَبيـلِ اللَـهِ صاليهـا
أَتـاهُ أَمـرُ أَبـي حَفـصٍ فَقَبَّـلَـهُ كَمـا يُقَـبِّـلُ آيَ الـلَـهِ تاليـهـا
وَاِستَقبَلَ العَزلَ فـي إِبّـانِ سَطوَتِـهِ وَمجـدِهِ مُستَريـحَ النَفـسِ هاديهـا
فَاِعجَـب لِسَيِّـدِ مَخـزومٍ وَفارِسِهـا يَـومَ النِـزالِ إِذا نـادى مُناديـهـا
يَقـودُهُ حَبَـشِـيٌّ فــي عِمامَـتِـهِ وَلا تُحَـرِّكُ مَـخـزومٌ عَواليـهـا
أَلقى القِيـادَ إِلـى الجَـرّاحِ مُمتَثِـلاً وَعِزَّةُ النَفسِ لَـم تُجـرَح حَواشيهـا
وَاِنضَمَّ لِلجُندِ يَمشـي تَحـتَ رايَتِـهِ وَبِالحَـيـاةِ إِذا مـالَـت يُفَـدّيـهـا
وَمـا عَرَتـهُ شُكـوكٌ فـي خَليفَتِـهِ وَلا اِرتَضى إِمرَةَ الجَـرّاحِ تَمويهـا
فَخالِـدٌ كـانَ يَـدري أَنَّ صاحِـبَـهُ قَد وَجَّهَ النَفسَ نَحـوَ اللَـهِ تَوجيهـا
فَمـا يُعالِـجُ مِـن قَـولٍ وَلا عَمَـلٍ إِلّا أَرادَ بِــهِ لِلـنـاسِ تَرفـيـهـا
لِـذاكَ أَوصـى بِـأَولادٍ لَـهُ عُمَـراً لَمّا دَعـاهُ إِلـى الفِـردَوسِ داعيهـا
وَما نَهى عُمَرٌ فـي يَـومِ مَصرَعِـهِ نِسـاءَ مَخـزومَ أَن تَبكـي بَواكيهـا
وَقيلَ خالَفتَ يـا فـاروقُ صاحِبَنـا فيهِ وَقَد كانَ أَعطى القَـوسَ باريهـا
فَقالَ خِفـتُ اِفتِتـانِ المُسلِميـنَ بِـهِ وَفِتنَةُ النَفـسِ أَعيَـت مَـن يُداويهـا
هَبوهُ أَخطَـأَ فـي تَأويـلِ مَقصِـدِهِ وَأَنَّهـا سَقطَـةٌ فـي عَيـنِ ناعيهـا
فَلَن تَعيـبَ حَصيـفَ الـرَأيِ زَلَّتُـهُ حَتّى يَعيـبَ سُيـوفَ الهِنـدِ نابيهـا
تَاللَهِ لَم يَتَّبِع في اِبـنِ الوَليـدِ هَـوىً وَلا شَفى غُلَّةً في الصَـدرِ يَطويهـا
لَكِنَّـهُ قَــد رَأى رَأيــاً فَأَتبَـعَـهُ عَزيمَـةً مِنـهُ لَـم تُثلَـم مَواضيهـا
لَم يَرعَ في طاعَةِ المَولـى خُؤولَتَـهُ وَلا رَعـى غَيرَهـا فيمـا يُنافيهـا
وَما أَصابَ اِبنَـهُ وَالسَـوطُ يَأخُـذُهُ لَدَيهِ مِن رَأفَـةٍ فـي الحَـدِّ يُبديهـا
إِنَّ الَّـذي بَـرَأَ الفـاروقَ نَـزَّهَـهُ عَنِ النَقائِـصِ وَالأَغـراضِ تَنزيهـا
فَذاكَ خُلـقٌ مِـنَ الفِـردَوسِ طينَتُـهُ اللَـهُ أَودَعَ فيـهـا مــا يُنَقّيـهـا
لا الكِبرُ يَسكُنُها لا الظُلـمُ يَصحَبُهـا لا الحِقدُ يَعرِفُها لا الحِرصِ يُغويهـا



********************



أَبكي وَعَينُ الشَرقِ تَبكي مَعي عَلى الأَريبِ الكاتِبِ الأَلمَعـي
جَرى عَصِيُّ الدَمعِ مِن أَجلِـهِ فَزادَ في الجودِ عَلـى الطَيِّـعِ
نَقصٌ مِنَ الشَرقِ وَمِن زَهـوِهِ فَقدُ اليَـراعِ المُعجِـزِ المُبـدِعِ
لَيسَ لِمِصـرٍ فـي رِجالاتِهـا حَـظٌّ وَلا لِلشـامِ فـي أَروَعِ
مُصابُ صَرّوفٍ مُصابُ النُهى فَليَبكِـهِ كُـلَّ فُــؤادٍ يَـعـي
كُـرِّمَ بِـالأَمـسِ وَأَكفـانُـهُ تَنسِجُهـا الأَقـدارُ لِلمَصـرَعِ
يـا صائِـغَ الـدُرِّ لِتَكريمِـهِ صُغـهُ لِمَنعـاهُ مِـنَ الأَدمُـعِ
قَـد زَيَّـنَ العِلـمَ بِأَخـلاقِـهِ فَعاشَ مِلءَ العَيـنِ وَالمَسمَـعِ
تَواضُـعٌ وَالكِبـرُ دَأبُ الفَتـى خَلا مِـنَ الفَضـلِ فَلَـم يَنفَـعِ
تَواضُـعُ العِلـمِ لَـهُ رَوعَـةٌ يَنهارُ مِنهـا صَلَـفُ المُدَّعـي
وَحُلَّـةُ الفَضـلِ لَهـا شـارَةٌ أَزهى مِنَ السَيفَيـنِ وَالمِدفَـعِ
يُشبِعُ مَن حَصَّلَ مِـن عِلمِـهِ وَهوَ مِنَ التَحصيلِ لَـم يَشبَـعِ
مُبَـكِّـرٌ تَحسَـبُـهُ طالِـبـاً يُسابِقُ الفَجـرَ إِلـى المَطلَـعِ
قَد غالَـتِ الأَسقـامُ أَضلاعَـهُ وَالرَأسُ في شُغلٍ عَنِ الأَضلُعِ
مـاتَ وَفـي أَنمُلِـهِ صـارِمٌ لَم يَنبُ في الضَربِ عَنِ المَقطَعِ
صاحَبَهُ خَمسيـنَ عامـاً فَلَـم يَخُن لَـهُ عَهـداً وَلَـم يَخـدَعِ
مُوَفَّقـاً أَنّـى جَـرى مُلهَمـاً ما ضَلَّ في الوِردِ عَنِ المَشرَعِ
لَم يَبـرِهِ بـارٍ سِـوى رَبِّـهِ وَلَم يَحُـزهُ جاهِـلٌ أَو دَعـي
في النَقلِ وَالتَصنيفِ أَربى عَلى مَدى اِبنِ بَحرٍ وَمَدى الأَصمَعي
أَيَّ سَبيـلٍ لِلهُـدى لَـم يَـرِد وَأَيُّ بـابٍ مِنـهُ لَـم يَقـرَعِ
يَقتَطِـفُ الزَهـرَ وَيَخـتـارُهُ كَالنَحلِ لا يَعفو عَـنِ الأَينَـعِ
فَتَحسَـبُ القُـرّاءَ فـي جَنَّـةٍ عُقولُهُم في رَوضِهـا تَرتَعـي
صَرّوفُ لا تَبعُد فَلَستَ الَّـذي يَطويهِ طاوي ذَلِـكَ المَضجَـعِ
أَسكَتَـكَ الـمَـوتُ وَلَكِـنَّـهُ لَم يُسكِتِ الآثارَ فـي المَجمَـعِ
ذِكـراكَ لا تَنفَـكُّ مَوصولَـةً في مَعهَدِ العِلمِ وَفـي المَصنَـعِ



****************



أَخشـى مُرَبِّيَـتـي إِذا طَلَعَ النَهـارُ وَأَفـزَعُ
وَأَظَلُّ بَينَ صَواحِبـي لِعِقابِـهـا أَتَـوَقَّــعُ
لا الدَمعُ يَشفَعُ لـي وَلا طولُ التَضَـرُّعِ يَنفَـعُ
وَأَخـافُ والِدَتـي إِذا جَنَّ الظَـلامُ وَأَجـزَعُ
وَأَبيتُ أَرتَقِـبُ الجَـزا ءَ وَأَعيُنـي لا تَهجَـعُ
ما ضَرَّني لَو كُنتُ أَس تَمِعُ الكَـلامَ وَأَخضَـعُ
ما ضَرَّني لَو صُنتُ أَث وابـي فَـلا تَتَقَـطَّـعُ
وَحَفِظتُ أَوراقي بِمَـح فَظَتـي فَـلا تَتَـوَزَّعُ
فَأَعيـشُ آمِـنَـةً وَأَم رَعُ في الهَناءِ وَأَرتَـعُ



*****************



لا وَالأَسـى وَتَلَهُّـبِ الأَحشـاءِ ما باتَ بَعـدَكَ مُعجَـبٌ بِوَفـاءِ
أَنّى حَلَلـتُ أَرى عَلَيـكَ مَآتِمـاً فَلِمَن أُوَجِّهُ فيكَ حُسـنَ عَزائـي
لِبَنيـكَ أَم لِذَويـكَ أَم لِلكَـونِ أَم لِلدَهـرِ أَم لِجَماعَـةِ الـجَـوزاءِ
أَودى سُلَيمـانٌ فَـأَودى بَـعـدَهُ حُسنُ الوَفـاءِ وَبَهجَـةُ العَليـاءِ
لا تَحمِلوهُ عَلى الرِقابِ فَقَد كَفـى ما حُمِّلَـت مِـن مِنَّـةٍ وَعَطـاءِ
وَذَروا عَلى نَهرِ المَدامِـعِ نَعشَـهُ يَسري بِـهِ لِلرَوضَـةِ الفَيحـاءِ
تَاللَهِ لَـو عَلِمَـت بِـهِ أَعـوادُهُ مُـذ لامَسَتـهُ لَأَورَقَـت لِلرائـي
خُلُقٌ كَضَوءِ البَدرِ أَو كَالرَوضِ أَو كَالزَهرِ أَو كَالخَمـرِ أَو كَالمـاءِ
وَشَمائِلٌ لَو مازَجَت طَبعَ الدُجـى ما باتَ يَشكوهُ المُحِـبُّ النائـي
وَمَحامِـدٌ نَسَجَـت لَـهُ أَكفانَـهُ مِـن عِفَّـةٍ وَسَماحَـةٍ وَإِبــاءِ
وَمَناقِبٌ لَـولا المَهابَـةُ وَالتُقـى قُلنا مَناقِـبُ صاحِـبِ الإِسـراءِ
وَعَزائِمٌ كانَـت تَفُـلُّ عَزائِـمَ ال أَحـداثِ وَالأَيّــامِ وَالأَعــداءِ
عَطَّلتَ فَنَّ الشِعرِ بَعدَكَ وَاِنطَوى أَجَلُ القَريضِ وَمَوسِـمُ الشُعَـراءِ
وَاللُؤلُؤُ اِستَعصى عَلَينـا نَظمُـهُ بِسُموطِ مَـدحٍ أَو سُمـوطِ هَنـاءِ
إِلّا عَلى طَرفٍ بَكـاكَ وَشاعِـرٍ أَحيا عَلَيـكَ مَراثِـيَ الخَنسـاءِ
شَوَّقتَنا لِلتُـربِ بَعـدَكَ وَاِشتَهـى فيـهِ الإِقامَـةَ واحِـدُ العَـذراءِ
ثَبِّت فُؤادَكَ يـا قَليـلَ تَصَبُّـري وَاِشـرَح لِآلِ أَباظَـةٍ بُرَحائـي
في جَنَّةِ الفِردَوسِ باتَ عَزيزُهُـم ضَيفاً بِساحَـةِ أَكـرَمِ الكُرَمـاءِ









عبــاس العقـــاد







عباس العقاد
في أقصى الصعيد، وفي بلدة تحيطها تلال من الرمال، ولا تنقطع عنها أشعة الشمس اللافحة، في مدينة (أسوان) مدينة الشمس والتاريخ، استقبلت أسرة محمود أفندي إبراهيم مصطفى العقاد مولودًا جديدًا، سُمِّي: عباسًا في يوم الجمعة الثامن والعشرين من يونيو عام 1889م فهرولت نسوة الدار إلى محمود أفندي معاون قلم محفوظات المدينة ينقلن إليه البشرى، ويهنئنه بهذا الحدث السعيد.


كان أجداد العقاد يعملون في صناعة الحرير، فعرفوا بذلك اللقب العقاد؛ الذي يطلق على من يعقد الحرير، ونشأ الطفل الصغير عباس بين أسرة تعرف الله حق
المعرفة، فمنذ أن طلت عيناه على نور الدنيا وجد أبويه يستيقظان قبل الفجر لأداء الصلاة، وكان دائمًا يستمع إلى عبارات الحب للنبي -صلى الله عليه وسلم- بل إن أسماء النبي وآله كانت تتردد في جنبات البيت ليل نهار، ولا عجب في ذلك فأسماء إخوته: محمد وإبراهيم والمختار ومصطفى وأحمد والطاهر.
وفي بيت ريفي قديم عاش عباس العقاد معتزًّا بنفسه، غيورًا على أهله وكرامته، تلقى عباس العقاد مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية.. حتى إذا ما بلغ السابعة من عمره ألحقه والده بمدرسة أسوان الابتدائية، وبين جدران هذه المدرسة ظهرت علامات الذكاء والنبوغ على عباس العقاد، وكان مدرس اللغة العربية يعجب به إعجابًا شديدًا، كلما طالع كراسته في الإنشاء.
وفي يوم من الأيام، وبينما عباس في الفرقة الرابعة الابتدائية، إذا بالشيخ محمد عبده الذي كانت له مكانة كبيرة في ذلك الوقت يزور المدرسة، فيطلعه مدرس الإنشاء على موضوع كتبه عباس، فأعجب الشيخ به إعجابًا شديدًا وقال: ما أجدر هذا الصبي أن يكون كاتبًا بعد، فكانت هذه الجملة التي قالها الشيخ محمد عبده حافزًا قويًّا لعباس العقاد في ذلك الوقت المبكر، جعلته يسلك طريق الكتابة دون سواها

وفي الشارع الذي كان يقع فيه منزل الأسرة، كان عباس يستمع إلى القصص الخيالية من كبار السن، فكانت هذه القصص سببًا في تفتح مواهبه الأدبية والشعرية إثراء خياله، فأنشد الأناشيد قبل أن يبلغ العاشرة، ونمت مواهبه الأدبية أكثر وأكثر إذ كان والده يصحبه عصر كل يوم إلى جلسات الشيخ أحمد الجداوي الأدبية، وكان عباس أحيانًا يذهب إلى هذه الجلسات بمفرده ليعرض على الشيخ الجداوي ما كتبه من موضوعات الإنشاء، وكان بارعًا في حل المسائل الرياضية.
وكان والده محمود أفندي يقتني بعض المجلات الشهيرة في ذلك الوقت مثل
مجلة الأستاذ لـ(عبد الله النديم) و(أبو نضارة) و(العروة الوثقى) فقرأها الصبي الصغير، وأعجب بها، وخصوصًا مجلة الأستاذ لعبد الله النديم خطيب الثورة العرابية فتأثر به تأثرًا شديدًا، حتى إن عباسًا أخرج صحيفة التلميذ محاكيًا بذلك صحيفة الأستاذ للنديم.
وكانت أسوان مدينة سياحية يأتي إليها السائحون، ويختلطون بأهلها، فأتيحت الفرصة لعباس ليتحدث معهم ويختلط بهم، كما تهيأت له الفرصة لكي يتقن اللغة الإنجليزية حيث كانت تتدرس العلوم باللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية في ذلك الوقت، فقرأ عباس في الأدب الإنجليزي كثيرًا، وأصبحت له حصيلة أدبية كبيرة.
وخلال تلك الفترة المبكرة من حياته، أخذ الصبي عباس العقاد يحلم كثيرًا، ففكر أن يتم تعليمه بالمدرسة الحربية، أو يدرس علم النبات والحيوان، وظل الفتى يتمنى تحقيق تلك الآمال وهذه الأحلام إلى أن تخرج في المدرسة الابتدائية وحصل على شهادتها سنة 1903م ورأى أبوه أن يكتفي بما حصل عليه من العلم وأن يعين في الوظيفة الحكومية (الميري) فلم يجد الفتى بُدًّا من أن يطيع كلام والده.
ومكث في البيت في انتظار الوظيفة تحقيقًا لرغبة والده وأفراد أسرته، وطال
انتظاره، فتطوع بالتدريس في المدرسة الإسلامية الخيرية بأسوان، لكن والد العقاد استطاع بعد فترة أن يوظفه بأربعة جنيهات بالقسم المالي بمدينة قنا سنة 1904م، وفي أثناء عمله بالصعيد كان هو وبعض زملائه الموظفين من أنحاء قنا يعقدون الندوات الأدبية لإلقاء الزجل ومقطوعات الشعر التي ينظمونها، ثم انتقل عباس العقاد في
العام نفسه إلى مدينة الزقازيق، وأخذ يتردد على القاهرة كل أسبوعين لينهل من ندواتها الأدبية ويقتني منها الكتب القيمة.
وفي سنة 1906م استقال العقاد من وظيفته بعد أن ملَّ منها؛ فذهب إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنائع، ثم تركها وعمل بمصلحة البرق، وكان يسكن في حجرة يستأجرها ببضعة قروش يضع فيها كل ما يملك من كتب قديمة كان يشتريها من حي الأزهر العتيق، وتتعثر أحوال عباس العقاد المادية، ويعجز عن مواجهة أعباء الحياة، حتى إيجار الحجرة التي كان يسكن فيها أصبح يمثل له مشكلة كبيرة، فاضطر إلى الرحيل إلى بلدته أسوان تاركًا كتبه ومتاعه في الحجرة، فمكث هناك مدة
قصيرة، ثم عاد إلى القاهرة، فتمكن من العمل بجريدة الدستور مع المفكر الإسلامي الكبير محمد فريد وجدي سنة 1907م بمرتب قدره ستة جنيهات، واستطاع أن يجري حديثًا صحفيًّا مع الزعيم سعد زغلول، وكان وزيرًا للمعارف في ذلك
الوقت، فأحدث ضجة صحفية كبيرة، وفي عام 1909م تعطلت صحيفة الدستور فاضطر محمد فريد وجدي أن يبيع كتبه ليسدد بها أجور العمال وأصحاب
الديون.
وافترق عباس العقاد عن الكاتب الإسلامي محمد فريد وجدي بعد صحبة استمرت عامين، واضطر عباس العقاد هو الآخر لبيع كتبه ليشتري بثمنها حاجاته وطعامه على أن يشتري غيرها بعدما يجد عملاً وتتحسن الظروف، لكنه مرض فقرر السفر إلى أسوان، وهناك يقضي كل وقته في المطالعة والكتابة إلى أن استعاد صحته، وشفي من مرضه، فعاد إلى القاهرة مرة أخرى وكان ذلك سنة 1911م فاشترك في تحرير جريدة البيان، والتقى فيها بالكثير من الأدباء والشعراء أمثال: طه حسين، وعبد الرحمن شكري، والمازني.. وغيرهم من حملة الأقلام.
ولفتت كتابات العقاد أنظار الكاتب المشهور في ذلك الوقت محمد المويلحي مدير قسم الإدارة بديوان الأوقاف، فاختاره مساعد كاتب بالمجلس الأعلى بقلم السكرتارية، ثم عمل في جريدة المؤيد لصاحبها في ذلك الوقت الصحفي الكبير أحمد حافظ عوض، وقام بتحرير الصفحة الأدبية فيها، ولم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره.
وفي أثناء فترة عمله بهذه الجريدة وبالتحديد في عام 1914م قام الخديوي برحلة في الوجه البحري ليجمع الصفوف حوله ليستعيد شعبيته وصحب معه أحمد حافظ عوض ليصوغ كتابًا عن هذه الرحلة يسميه كتاب الرحلة الذهبي، وفوجئ العقاد الذي كان ينوب عن أحمد عوض أثناء غيابه بالجريدة، بمحاولات لإغرائه بالمال ليشترك في تحرير هذا الكتاب الذي يهلل للخديوي ويشيد به، في حين كان العقاد يهاجم الخديوي في كتاباته، فغضب لكرامته، وترك المؤيد إلى غير رجعة مفضلاً الجوع على النفاق.
وكتب العقاد فصولاً نقدية في مجلة عكاظ مع الشاعرين المازني وعبد الرحمن شكري من سنة 1912م إلى سنة 1914م ولكنه خرج من عمله بالأوقاف بتدبير من رجال الخديوي، فعاد إلى البطالة والحاجة، وعاد إلى بلدته أسوان يستجير بها سنة 1914م وظل ببلدته يكتب الشعر والخواطر.
وبعد سنة 1916م اشتغل بالتدريس في المدارس الحرة، هو وصديق عمره إبراهيم
عبد القادر المازني حتى اندلعت ثورة سنة 1919م فشملت البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وخلال تلك الفترة عمل العقاد بجريدة الأهرام، وسخر قلمه للدفاع عن الثورة ورجالها، فتركت مقالاته أثرًا كبيرا في نفوس المصريين، وكانوا ينتظرونها بشوق ولهفة، حتى إن باعة الصحف كانوا يجرون في الشوارع وينادون على الصحيفة باسمه قائلين: "اقرأ مقالات العقاد يا جدع".
سُئل الزعيم سعد زغلول ذات مرة عن العقاد فقال: أديب فحل، له قلم
جبار، ورجولة كاملة، ووطنية صافية، واطلاع واسع، ما قرأت له بحثًا أو رسالة في جريدة أو مجلة إلا أعجبت به غاية الإعجاب، وفي شتاء عام 1921م عاوده
المرض، فعاد إلى بلدته أسوان التي يستجير بها دائمًا كلما نزلت به محنة، وفي تلك الفترة نشر كتاب الديوان الذي أصدره بالاشتراك مع المازني وهاجم فيه الشاعر
أحمد شوقي هجومًا شديدًا.
وقد بعث عباس العقاد في نهضة مصر الأدبية روحًا جديدًا، وأسهم في النضال الوطني، فكان قلمه أقوى سلاح، وقد استعان به سعد زغلول لمناصرته والدفاع
عنه، فظل العقاد يدافع عن حزب الوفد المصري بعد وفاة سعد زغلول، ويفضح الفساد؛ ففي سنة 1930م صاح صيحته المشهورة في مجلس النواب -وكان عضوًا به- قائلاً: إن الأمة على استعداد أن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه، فاعتبروا قولته هذه عيبًا في الملك فؤاد، وحوكم العقاد عن تلك التهمة وحبس تسعة أشهر، وعانى ما عانى من الشدائد، واحتمل متاعب السجن والاضطهاد، وذاق الفقر، وعانى المرض، وكان العقاد على صلة بأسرة
تجاوره، عرفت ما يعانيه من فقر وبؤس، فعرضت عليه سيدة نبيلة القلب من هذا البيت حليها ليرهنه، حتى يستطيع تدبير أموره والتغلب على مصاعب الحياة، ورد العقاد لها المعروف بعد موتها بأن كفل ابنة لها ورعاها وأفاض عليها من العطف حتى كانت تدعوه بأبيها!!
وظل يدافع عن وطنه وعن الإسلام دفاعًا شديدًا، وكتب العديد من الكتب عن عظماء الإسلام، فكتب عن محمد -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق، وعمر وخالد بن الوليد، وعثمان بن عفان، كما كتب الفلسفة القرآنية، والإسلام في القرن العشرين، وحقائق الإسلام وأباطيل خصومه، وما يقال عن الإسلام.
والعقاد شاعر كبير من مجددي الشعر في النهضة الأدبية الحديثة، وعرف هو وصديقاه الشاعران المازني وعبد الرحمن شكري بأنهم أصحاب مدرسة الديوان وأصدر العقاد نحو عشرة دواوين من الشعر منها وحي الأربعين.
كما أن له العديد من الدراسات والبحوث في كافة المجالات الأدبية والاجتماعية والسياسية، وفي سنة 1956م تمَّ اختياره عضوًا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون
والآداب، وفي سنة 1960م كرمته الدولة فمنحته جائزة الدولة التقديرية للآداب تقديرًا منها لجهوده في مجال الفكر والأدب.
وتحين ساعة النهاية، ففي سنة 1964 مات عملاق الأدب، مات الكاتب الكبير
عباس العقاد، ورحل عن عالمنا بعد أن ترك ثروة أدبية ضخمة لأجيالنا القادمة، وبعد أن دافع بقلمه وفكره عن الإسلام والمسلمين.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقه المسلسلات
صفصوفة جديدة معانا
صفصوفة جديدة معانا
avatar


الساعة الآن :
عدد المساهمات : 14
النقاط : 14
تاريخ التسجيل : 06/05/2011

شخصيات ادبيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات ادبيه   شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مايو 2011, 11:57 pm

شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصفا والمروة
المديرة العامة
الصفا والمروة


الساعة الآن :
عدد المساهمات : 3700
النقاط : 4507
تاريخ التسجيل : 19/03/2011
الموقع : صفصوفات الصفا والمروة
المزاج : بدعى ربنا يهدى لى أولادى ويحفظ لى زوجى

شخصيات ادبيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات ادبيه   شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالأحد 12 يونيو 2011, 10:36 pm

تسلمى يا لولو
على موضوعك الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://safawamarwa.yoo7.com
مرمر الحرة
صفصوفة تستاهل بوسة
صفصوفة تستاهل بوسة
avatar


وسام : وسام العطاء
الساعة الآن :
عدد المساهمات : 1904
النقاط : 3530
تاريخ التسجيل : 20/03/2011

شخصيات ادبيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات ادبيه   شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالثلاثاء 14 يونيو 2011, 12:42 am

تسلمى ياقمرايه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان السيد
صفصوفة تستاهل بوسة
صفصوفة تستاهل بوسة
ايمان السيد


وسام : صفصوفة متميزة
الساعة الآن :
عدد المساهمات : 2464
النقاط : 2774
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 28
الموقع : الصفا والمروة
المزاج : الحمد الله

شخصيات ادبيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شخصيات ادبيه   شخصيات ادبيه I_icon_minitimeالجمعة 08 يوليو 2011, 3:15 pm

موضوع حلو بس قريت اول شوية والباقى بقا معرفتش اكمل

الخط صغر اوى وانا نظرى على قد حالى

تسلمى يام لولو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شخصيات ادبيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شخصيات عالم ديزنى
» "حريات المحامين" تطالب بالتحقيق فى ثروات 10 شخصيات بينهم منصور عامر وجلال الزوربا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: ركن الأعمال الأدبية-
انتقل الى: